يقولون أن لحظات السعادة قليلة في الحياة، ولذا على المرء استغلالها هذه اللحظات جيدًا، ولان القدر لا يُمهلنا كثيرًا حتى نستعد جيدًا، كان فريق شابيكوينسي البرازيلي، على موعد مع السعادة الأخيرة في تاريخه، بل ربما تكون السعادة الأبدية التي نال فيها المجد الأخير على كفاح سنوات للوصول لحلم غاب عن البرازليين سنوات.
ولان النجاح يباغت كل مجتهد، منح الله فريق شابيكوينسي مكافئته في غضون 7 سنوات فقط، نال فيهم شرف الكفاح ومجد الأبطال، بعد أن صعد من دوري الدرجة الرابعة الذي انطلقت الحكاية منه موسم 2009، مرورًا بالدرجة الثالثة التي صعد لها موسم 2012، ليتدرج في ملاعبها ويصعد للدرجة الثانية، بعدها بعام واحد فقط، ومنها إلى دوري الأضواء والشهرة بالدرجة الأولى موسم 2014، وبعد عامين فقط استطاع تحقيق ما عجزت عنه الفرق البرازيلية الكبرى ساو باولو وفلومينينزي وفلامينجو، بعد أن نجح قبل خمسة أيام فقط، الوصول إلى نهائي بطولة كوبا سود أمريكانا، التي غابت عنها الفرق البرازيلية منذ عام 1979.
إلا أن القدر كان اسرع من طموحات فريق شابيكوينسي، الذي اغتيلت فرحته في حادث تحطم طائرتهم التي كانت تقلهم إلى كولومبيا لخوض المباراة النهائية أمام أتليتكو ناسيونال، الطائرة كانت تقل 81 شخصًا قبل أن تتحطم بوسط كولومبيا.
3 لاعبين فقط من أصل 22 فقط نجوا من حادث تحطم الطائرة، وإجمالا توفي 76 شخصا في الحادثة الثامنة الكبرى لطائرة تقل فريق كرة قدم.
“بطولات” يرصد قصة مجد انتزعه الموت قبل ساعات من استكماله..
– مشوار شابيكوينسي في كأس أمريكا الجنوبية:
صعد فريق شابيكوينسي، إلى بطولة كأس أمريكا الجنوبية بعد صعوده لدوري الدرجة الأولى البرازيلي بعامين فقط، تميزت مسيرة فريق شابيكوينسي وهو في طريقه إلى نهائي بطولة “كوبا سود أمريكانا” بتحقيقه لعدة مفاجآت، تمثلت في إقصائه لفرق كبيرة في القارة الأمريكية.
وأخرج شابيكوينسيى في الدور الثاني للبطولة نظيره البرازيلي “كوبانا”، حيث فاز عليه ذهابا 3-1 قبل أن يخسر إيابا 0-1.
في الدور الـ16 اصطدم شابيكوينسي بفريق أرجنتيني كبير وله باع في مسابقات أمريكا الجنوبية، ويتعلق الأمر بفريق إنديبندينتي، حيث انتهت مباراتي الذهاب والإياب بالتعادل السلبي، ليحتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح، التي ابتسمت للفريق البرازيلي (5-4) ومنحته بطاقة التأهل إلى الدور المقبل.
وواجه شابيكوينسي في ربع نهائي البطولة، فريق جونيور الكولومبي، وانتهت مواجهة الذهاب في كولومبيا بفوز الفريق المحلي بهدف نظيف، إلا أن شابيكوينسي، فاز في مباراة الإياب بثلاثية نظيفة ليواصل مشواره في البطولة.
وخاض شابيكوينسي اختبارا صعبا في نصف النهائي أمام سان لورينزو الأرجنتيني، حيث ساد التعادل الإيجابي (1-1) في مباراة الذهاب بالأرجنتين، بينما خيم التعادل السلبي على مواجهة الإياب (0-0)، ليتأهل بذللك الفريق البرازيلي لنهائي البطولة لأول مرة في تاريخه، مستغلا تسجليه هدفا خارج قواعده.
OUSADIA E ALEGRIA! Thiaguinho botou os hermanos na roda! #SulamericanaFOXSports #VamosChape pic.twitter.com/HQT9kF5ed6 — FOX Sports Brasil (@FoxSports_br) November 24, 2016
– لحظات السعادة الأخيرة في حياتهم:
احتفل اللاعبين والمدير الفني كايو جونيور، فور انتهاء المباراة وتأكيد وصولهم إلى المباراة النهائية وكأنهم يحتفلون بزفافهم الأخير وتتويج انجازهم التاريخي ورفع مجد البرازيل في القارة الجنوبية.
Así celebraban los integrantes de #Chapecoense hace unos días su paso a la final que jugarían contra @nacionaloficial. Q.E.P.D. pic.twitter.com/dmklqq7raY — Andres Felipe Arcos (@AndresFelipe) November 29, 2016
– الموت يحقق لـ”جونيور” أمنيته:
“لو مت اليوم فإنني سأموت سعيدًا” كانت تلك كلمات تُنسب لمدرب نادي شابيكوينسي البرازيلي، كايو جونيور، الذي كان يشعر بقرب رحيله عن الدنيا، بعد صعود فريقه لنهائي كأس كوبا سود أمريكا، بعد أن شبه فريقه ببطل الدوري الإنجليز فريق ليستر سيتي.
كايو صاحب الـ51 عامًا، سبق له وأن خاض تجربة التدريب في منطقة الخليج، حيث قاد فرق الجزيرة والشباب الإماراتيين والغرافة القطري.
المدرب البرازيلي كان من المؤمنين بقدرات فريقه الذي شبهه بليستر سيتي الذي فاز بالدوري الإنجليزي الموسم الماضي في مفاجآة كبيرة بعد أن كان يُصارع الموسم السابق له من أجل البقاء في البريمرليج.
وقال جونيور في سبتمبر الماضي: “فريقنا يُذكرني بليستر سيتي، فريق من مدينة ليست معروفة يكون بإمكانه الفوز باللقب. أريد أن أجعل هذا الموسم علامة في تاريخ النادي وتلك المجموعة من اللاعبين”.
لم يكن يفصل المدرب البرازيلي عن الحلم سوى لقاء من جولتين أمام أتليتكو ناسيونال الكولومبي، لكن الرحلة إلى كولومبيا خلدت اسم جونيور وفريقه بطريقة أخرى .
توفي جونيور مع معظم أفراد فريقه بعد أن تحطمت الطائرة المتجهة إلى ميديين لملاقاة ناسيونال ويسجل حادث الطائرة المنكوبة في سجل المآسي الكروية .
– كيف كتب الله النجاه لـ5 من الجيل التاريخي لـ” شابيكوينسي”:
كتب الله النجاة لـ6 من ركاب الطائرة المنكوبة، كان من بينهم ثلاثي الفريق البرازيلي، وهم: روسكال لاعب الفريق وكان يجلس بجواره الحارس دانيلو، كلاهما وصل إلى المستشفى على قيد الحياة، وكذلك زميلهم جاكسون فولمان، على حسب ما أكدته الشرطة الكولمبية.
كان هناك أيضًا فردًا نجاه من المأساه وهو ماتيوس سارولي، ابن كايو جونيور مدرب شابيكوينسي، الذي قال لجماهيره عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “شكرًا لكم على الرسائل وأنا لم اسافر مع والدي لأنني نسيت جواز سفري ” .
وفى لقطة تعتبر من سخريات القدر، نشر لاعب شابيكوينسي البرازيلي، ألان روشيل، صورة “سيلفي” عبر حسابه الشخصي على موقع إنستجرام، تجمعه بحارس مرمى فريقه ماركوس دانيلو، قبل ساعات من حادث تحطم الطائرة البرازيلية.
وذكرت المصادر بمستشفى لا سيخا، التي بدأت في استقبال الجرحى من حادث تحطم الطائرة، أن روشيل هو أول من تم التعرف عليه من بين 6 أشخاص الذين عثر عليهم أحياء.
روشيل 27 عاماً، وهو لاعب ظهير أيسر بفريقه، وصل إلى المستشفى على متن سيارة إسعاف للمستشفى، وطلب تكراراً الاطمئنان على عائلته وأن يحتفظ المسؤلون بخاتم الزواج.
هناك أيضًا قصة درامية لشخص أخر كتب له النجاة وحياة جديدة، بسبب عيد ميلاده، بعد أن تخلف عن الرحلة مع الفريق، للاحتفال بعيد ميلاده وهو حارس الفريق الثاني مارسيلو بويك.
– الحزن يُخيم على الرياضيين:
تواصلت تغريدات الحزن والنعي على رحيل نجوم وأبطال الفريق البرازيلي المنكوب، وقد قال رئيس النادي في تغريده له عبر تويتر: “لم يكونوا مجرد مجموعة لاعبين كانوا أصدقاء وعائلة، قبل صعودهم للطائرة قالوا لدينا حلم ونريد تحقيقة، ولكن الحلم إنتهى “
فيما أعلن نادي بنفيكا البرتغالي يعلن رسميا استعداده للتنازل عن عدد من اللاعبين لصالح نادي شابيكوينسي البرازيلي لتعويض فريق كرة القدم الراحل.
من التغريدات التي لا يمكن أن تنسى ما كتبه سانتانا، لاعب فريق شابيكوينسي البرازيلي، عبر إنستجرام قبل لحظات من تحطم الطائرة قائلاً: “كم حياة سوف اعيش، على كل الأحوال سأبقى أحبك “في رساله لزوجته